ليس مهماً أن تكون موهوباً، أو تكون ذا ذكاء مرتفع.. لأنه يمكن أن تكون مؤثراً وصاحب إنجاز كبير وأنت بمواهب عادية وذكاء متوسط، فالأهم دائماً أن تمتلك إرادة قوية وقدرة على المتابعة والاستمرار.. هذا من جهة، ومن جهة أخرى أن تحسن اختيار المسار الذي تصب فيه جهودك وتوجه إليه قدراتك
لو تأملت في من حولك من الناس لوجدت أصحاب مواهب وقدرات غير عادية، ولكنهم يعيشون حياة عادية، ليس لهم أثر ولا إنجاز، إما لأنهم لم تكن لهم الإرادة النافذة التي تمكنهم من استثمار قدراتهم ومواهبهم ؛ فصارت مواهبهم النادرة مكبلة بالتسويف، معاقة بالملل وضعف القدرة على الدأب والاستمرار في العمل، أو لأنهم وجهوا هذه القدرات والملكات في الاتجاه الخاطئ فأنجزوا أشياء غير مهمة، وأمضوا أعمارهم في مشروعات خفيفة الوزن، خالية من المعنى
*******
مما يذكر هنا أن ظريفاً من الظرفاء دخل على أبي جعفر المنصور الخليفة العباسي واستأذنه أن يعرض عليه مهارة أمضى وقتاً كبيراً في اكتسابها، فأذن له الخليفة فانتشى الرجل وأخرج صرة من إبر ثم أخذ إبرة منها ورماها عن بعد فغرسها في الجدار، ثم أخذ الأخرى ورماها حتى علقت في ثقب الأولى، ثم أخذ الثالثة ورماها في ثقب الثانية وهكذا حتى فرغ مما معه من الإبر، ثم التفت مزهواً للخليفة يترقب كلمة إعجاب أو جائزة تقدير
ابتسم الخليفة!! ثم تجهّم.. ثم أمر للرجل بخمسين ديناراً، ثم أمر به فجلد خمسين سوطاً
ضاع رشد الرجل بين تناقض القرارين.. فقال الخليفة: نعم كافأناك على حذقك ومهارتك، وجلدناك إذ أضعتها فيما لا نفع فيه، ثم أردف: وهب أن الأمة أحسنت ما تحسن.. ماذا يفيدها ذلك؟
*******
لست أدري لو كان سوط الخليفة لا يزال مرفوعاً هل سينجو منه هواة جمع الطوابع والعملات الدولية والمهرّجون؟
-----
لو تأملت في من حولك من الناس لوجدت أصحاب مواهب وقدرات غير عادية، ولكنهم يعيشون حياة عادية، ليس لهم أثر ولا إنجاز، إما لأنهم لم تكن لهم الإرادة النافذة التي تمكنهم من استثمار قدراتهم ومواهبهم ؛ فصارت مواهبهم النادرة مكبلة بالتسويف، معاقة بالملل وضعف القدرة على الدأب والاستمرار في العمل، أو لأنهم وجهوا هذه القدرات والملكات في الاتجاه الخاطئ فأنجزوا أشياء غير مهمة، وأمضوا أعمارهم في مشروعات خفيفة الوزن، خالية من المعنى
*******
مما يذكر هنا أن ظريفاً من الظرفاء دخل على أبي جعفر المنصور الخليفة العباسي واستأذنه أن يعرض عليه مهارة أمضى وقتاً كبيراً في اكتسابها، فأذن له الخليفة فانتشى الرجل وأخرج صرة من إبر ثم أخذ إبرة منها ورماها عن بعد فغرسها في الجدار، ثم أخذ الأخرى ورماها حتى علقت في ثقب الأولى، ثم أخذ الثالثة ورماها في ثقب الثانية وهكذا حتى فرغ مما معه من الإبر، ثم التفت مزهواً للخليفة يترقب كلمة إعجاب أو جائزة تقدير
ابتسم الخليفة!! ثم تجهّم.. ثم أمر للرجل بخمسين ديناراً، ثم أمر به فجلد خمسين سوطاً
ضاع رشد الرجل بين تناقض القرارين.. فقال الخليفة: نعم كافأناك على حذقك ومهارتك، وجلدناك إذ أضعتها فيما لا نفع فيه، ثم أردف: وهب أن الأمة أحسنت ما تحسن.. ماذا يفيدها ذلك؟
*******
لست أدري لو كان سوط الخليفة لا يزال مرفوعاً هل سينجو منه هواة جمع الطوابع والعملات الدولية والمهرّجون؟
-----