يحكى انه في احد الايام حاول الجنون ان يستدعي اصدقاءه لارتشاف فنجان قهوة معه، وعند حضورهم اقترح الجنون فكرة على مدعويه، فقال لهم مارأيكم ان نقوم بلعبة الغمايضة، قالت السذاجة وماهي الغمايضة، فأجاب الجنون: سأعد من واحد إلى عشرة، وعلى كل واحد منكم الاختباء قبل أن أنهي العد، وبعدها يجب علي أن أعثر عليكم واحدا واحدا، فوافق الجميع وبدأ الجنون في العد، فانطلق الفرح بسرعة في الحديقة، واختبأت السذاجة وراء زجاج شفاف، وصعد الفضول إلى أعلى شجرة، وترددت الحيرة في اختيار المخبأ، واختبأ الحزن في عين المكان، وجأش بالبكاء لانه لم ينجح في الاختباء...ثم انتهى الجنون من العد، فوجد الحيرة لم تختبئ بعد، وبدأ بالبحث عن الآخرين، فكان أول من عثر عليه هو الفضول لأنه خرج يتفقد إذا ما تم العثور على أحدهم، أما الشك فكان وراء غصن الشجر تارة يطل وتارة يختبئ، وانطلق الجنون يصرخ، أينكم واين تختبئون..وتم العثور على السذاجة والحزن والشك والفرح..واجتمعوا كلهم وسط الحديقة، إلا ان الحب لم يكن هناك، فحاولوا البحث عليه في الشجر وعند الصخر وفي سفح الجبل وفي الوديان وبين الشمس والقمر..فلم يجدوه، حاول الجنون ان يبحث عنه بين زهور الحديقة، وتناول غصنا من الشجر ليتحسس به المكان..وفجأة انطلقت صرخة ألم، إنه نواح الحب، فقد غرز الجنون الغصن في عينيه دون قصد، لم يعرف الجنون ماذا يفعل..فضحك ثم بكى وقدم اعتذاره عما اقترف فكان أن سامحه الحب، فقال له الجنون : سأرافقك أينما حللت وارتحلت، وأكون دليلك في الطريق مدى الحياة، علي أكفر عن ذنبي، فوافق الحب وانطلقا معا.
نعم...الحب أعمى والجنون رفيقه في الطريق.