انجلينا جولي، النجمة الأمريكية وسفيرة المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة للنوايا الحسنة، رأت بأم عينها المحنة الكبرى التي يعيشها اللاجئون العراقيون المشردون على طول الحدود السورية العراقية تحت شمس الصحراء المحرقة وذلك خلال زيارتها التي قامت بها الأسبوع الماضي لتسليط الضوء على ظروفهم التعيسة.
وكانت وكالة جينيف قد نقلت يوم الثلاثاء عن جولي قولها "أتيت إلى سوريا والعراق للمساعدة في لفت انتباه العالم إلى هذه الأزمة الإنسانية، وكي أحث الحكومات على تقديم المزيد من الدعم للمفوضية العليا للاجئين وشركائها". وكانت جولي قد أفلت عائدة من سوريا إلى بلدها يوم الأربعاء بعد زيارتها التي لفتها السرية والتكتم وغابت عنها وسائل الإعلام.
وكانت جولي قد سافرت خلال زيارتها تلك إلى مخيم الوليد للاجئين الواقع على الحدود من الجانب العراقي وتحدثت إلى بعض اللاجئين اللذين يبلغ عددهم 1.200 لاجئ، والذين منعوا من دخول سوريا حسب ما ذكرت المفوضية العليا للاجئين.
وقالت جولي "إن وجود خطط لمواجهة الأزمات الإنسانية التي يواجهها هؤلاء الناس على أجندة النقاشات التي تتناول مصير هؤلاء اللاجئين هو أمر أساسي دون أدنى شك".
كانت جولي لدى وصولها المفاجئ إلى المخيم ترتدي سترة واقية وخوذة وللوهلة الأولى لم يتعرف عليها أحد من اللاجئين الذين معظمهم من العراقيين الفلسطينيين المشردين في مخيمات وسط الصحراء منذ شهر كانون الأول الماضي.
وخلافاً للعراقيين لم يسمح لهؤلاء اللاجئين بدخول سوريا، حيث لم يتم السماح للقاطنين الفلسطينيين في العراق بدخول البلاد لذا تسمروا على تلك الحدود.
قال قصي صالح محمد وهو من بين اللاجئين إن جولي قضت ساعتين في التحدث مع اللاجئين بمساعدة المترجم، وتدوين ملاحظات وهي محاطة بحراسها الشخصيين.
وقال لوكالة الأسوشيايتد برس عبر اتصال هاتفي "لم أتمكن من معرفتها مباشرة ولكن لدى تقديمها على أنها أنجلينا جولي تذكرتها من خلال مشاهدتي لبعض أفلامها". وأضاف "لم تكن جولي راضية عن الوضع المأساوي وقامت بزيارة إلى منشآت المخيم الصحية والطبية".
قال عواد طلحة عودا، أحد اللاجئين في المخيم ويبلغ من العمر 48 عاماً، إنه يأمل أن تقدم هذه الزيارة تغييراً خاصة وأن جولي تأثرت كثيراً بالأوضاع التي شاهدتها.
وقال "لقد شعرت جولي بحرارة الشمس المحرقة وسط درجات حرارة الصيف العالية" وأضاف "لم تقدم جولي أية وعود ولكنها قالت بأنها ستبذل جهدها لحل هذه المشكلة".
وتشير تقديرات المفوضية العليا للاجئين إلى وجود 4.2 مليون عراقي مهجرين منذ الغزو الأمريكي عام 2003، بينهم 2 مليون هاجروا إلى الدول المجاورة خاصة سوريا والأردن، الأمر الذي أثقل كاهل موارد هذه البلدان.
أي بي سي نيوز