أروع مشاهد الموت في الأدب
في الأدب مشاهد لا تنسى أبداً.. قد تقرأ عملاً أدبياً وتنسى تفاصيله بعد فترة ولكن تبقى بعض المشاهد راسخة في ذاكرتك كما لو كان مشهد فيلم سينمائي مؤثر..
فمن المعلوم أن ما نتلقاه عن طريق مجموعة حواس كالسمع والبصر يجب أن يكون أكثر ثباتاً ورسوخاً.. أما عندما نقرأ كتاب فأي حواس تلك التي تجعلنا نحتفظ بمشهد كامل وكأنه يجري أمامنا فنراه ونسمعه وندركه..
لا بد إذاً أن يكون كتاباً مميزاً ومشهداً مميزاً ليترك هذا الأثر بذاكرتنا..
ولأن الموت هو المشهد الوحيد الذي يقف أمامه الإنسان عاجزاً، فقد كانت مشاهد الموت في الأدب هي الأكثر تأثيراً حتى وإن سبقها حياة ماجنة أو شريرة لبطل هذا المشهد..
فمن منا لم يحترم كليوباترا ويعجب بشجاعتها وإرادتها في مشهد موتها، رغم كل ما سبقه من انطباعات قد تبدو سيئة كما قدمها شكسبير في مسرحيته..
ومن منا يمكن أن ينسى المشهد المروع الذي تلقي به آنا كارنينا نفسها أمام عجلات القطار..
أو مشهد موت الدكتور فوستس بعد حياة طويلة من القوة والجبروت..
من المشاهد التي أصابتني بقشعريرة لدى قراءتها هو مشهد موت هيثكليف في رواية إميلي برونتي "مرتفعات وزرينغ".. كان موته كحياته كلها، غامضاً ومخيفاً ومحيراً وقاسياً..
كان مستر هيثكليف هناك، راقداً على ظهره.. والتقت عيناه بعيني فاذا فيهما نظرة ثاقبة ضاربة. فأجفلت.. وعندئذ بدا كأنه يبتسم.. ولم يكن في وسعي أن أحسبه ميتا، ولكن المطر كان يغمر وجهه وعنقه، وكانت أغطية الفراش تقطر ماء، وكان هو جامدا بلا حراك!.. وكان مصراع النافذة والهواء يطوح هنا وهناك، قد كشط جلد إحدى يديه، وكانت مستقرة على إفريز النافذة، ولكني لم أر أثراً للدماء حول الجلد الممزق، فلما لمسته باصابعي، لم يعد ثمة مجال للشك.. كان ميتاً، متيبساً!
ففتحت مصراعي النافذة وثبتهما، ورحت أمشط شعره الأسود الطويل إلى الخلف، لأزيحه عن جبهته.. ثم حاولت أن أغمض عينيه لأطفئ - ان استطعت - تلك النظرة الثاقبة المخيفة التي تنم عن الرضى والابتهاج، وكأنها تنبض بالحياة، قبل أن يراها أحد غيري.. ولكنها لم تلن تحت أصابعي ولم تستجب لي، بل كانت تبدو كأنما تهزأ بمحاولاتي! بل إن شفتيه المنفرجتين، وأسنانه الحادة البيضاء كانت كأنما تهزأ بي هي الأخرى.. وعندئذ تملكتني نوبة أخرى من الخور والجزع، فصحت أستنجد بجوزيف..
وصعد جوزيف الدرج في جلبة وضوضاء، وهو يجر قدميه جرا.. ولكنه رفض في اصرار أن يكون له به شأن أو يمد إليه يدا، وصاح:
-لقد خطف الشيطان روحه، فليتول أمر جيفته أيضا! فما يعنيني ذلك في شيء. اف! انه يبدو شريرا حتى في موته!
ما هي مشاهد الموت العالقة في ذاكرتك، سواء قرأتها في قصيدة أو رواية أو قصة أو مسرحية..
في الأدب مشاهد لا تنسى أبداً.. قد تقرأ عملاً أدبياً وتنسى تفاصيله بعد فترة ولكن تبقى بعض المشاهد راسخة في ذاكرتك كما لو كان مشهد فيلم سينمائي مؤثر..
فمن المعلوم أن ما نتلقاه عن طريق مجموعة حواس كالسمع والبصر يجب أن يكون أكثر ثباتاً ورسوخاً.. أما عندما نقرأ كتاب فأي حواس تلك التي تجعلنا نحتفظ بمشهد كامل وكأنه يجري أمامنا فنراه ونسمعه وندركه..
لا بد إذاً أن يكون كتاباً مميزاً ومشهداً مميزاً ليترك هذا الأثر بذاكرتنا..
ولأن الموت هو المشهد الوحيد الذي يقف أمامه الإنسان عاجزاً، فقد كانت مشاهد الموت في الأدب هي الأكثر تأثيراً حتى وإن سبقها حياة ماجنة أو شريرة لبطل هذا المشهد..
فمن منا لم يحترم كليوباترا ويعجب بشجاعتها وإرادتها في مشهد موتها، رغم كل ما سبقه من انطباعات قد تبدو سيئة كما قدمها شكسبير في مسرحيته..
ومن منا يمكن أن ينسى المشهد المروع الذي تلقي به آنا كارنينا نفسها أمام عجلات القطار..
أو مشهد موت الدكتور فوستس بعد حياة طويلة من القوة والجبروت..
من المشاهد التي أصابتني بقشعريرة لدى قراءتها هو مشهد موت هيثكليف في رواية إميلي برونتي "مرتفعات وزرينغ".. كان موته كحياته كلها، غامضاً ومخيفاً ومحيراً وقاسياً..
كان مستر هيثكليف هناك، راقداً على ظهره.. والتقت عيناه بعيني فاذا فيهما نظرة ثاقبة ضاربة. فأجفلت.. وعندئذ بدا كأنه يبتسم.. ولم يكن في وسعي أن أحسبه ميتا، ولكن المطر كان يغمر وجهه وعنقه، وكانت أغطية الفراش تقطر ماء، وكان هو جامدا بلا حراك!.. وكان مصراع النافذة والهواء يطوح هنا وهناك، قد كشط جلد إحدى يديه، وكانت مستقرة على إفريز النافذة، ولكني لم أر أثراً للدماء حول الجلد الممزق، فلما لمسته باصابعي، لم يعد ثمة مجال للشك.. كان ميتاً، متيبساً!
ففتحت مصراعي النافذة وثبتهما، ورحت أمشط شعره الأسود الطويل إلى الخلف، لأزيحه عن جبهته.. ثم حاولت أن أغمض عينيه لأطفئ - ان استطعت - تلك النظرة الثاقبة المخيفة التي تنم عن الرضى والابتهاج، وكأنها تنبض بالحياة، قبل أن يراها أحد غيري.. ولكنها لم تلن تحت أصابعي ولم تستجب لي، بل كانت تبدو كأنما تهزأ بمحاولاتي! بل إن شفتيه المنفرجتين، وأسنانه الحادة البيضاء كانت كأنما تهزأ بي هي الأخرى.. وعندئذ تملكتني نوبة أخرى من الخور والجزع، فصحت أستنجد بجوزيف..
وصعد جوزيف الدرج في جلبة وضوضاء، وهو يجر قدميه جرا.. ولكنه رفض في اصرار أن يكون له به شأن أو يمد إليه يدا، وصاح:
-لقد خطف الشيطان روحه، فليتول أمر جيفته أيضا! فما يعنيني ذلك في شيء. اف! انه يبدو شريرا حتى في موته!
ما هي مشاهد الموت العالقة في ذاكرتك، سواء قرأتها في قصيدة أو رواية أو قصة أو مسرحية..