لا أثرٌ تبقّى في طريقِ الرجعِ،
لا شجرٌ على ممشى مسالكها يدلُّ إلى اتجاه الربع
تعمّدتْ أيدي الرياح خرابها،
وزوابع الأمطار تغتسل الدروب
وخطاكَ في الأفقِ الفسيحِ مذلّةٌ،
تتآكل الأشجار من عصف الهبوب
لا مأوى، ولا فتحت كهوف الغاب أذرعها،
فنمْ ما بين منتجع القصيدةِ وابتداء التيه..
زفراتها رجعُ الصدى،
وعويلكَ الخابي اصطفاق الريح
ما حطّتْ بقربكَ بجعةٌ،
أو فرَّ من شفتيك شحرورٌ فصيح
عبثاً تهادن فرحةً
ورداءك الحالي سكاكين الكروب
طلٌّ يهفُّ عليكَ من وجهِ الصباحِ،
وأنتَ مرهونٌ إلى سحبٍ سكوب
والماء يجري تحتَ نخلاتٍ عجافٍ
ما حملنَ بتمرةٍ أ فترتجي وقتَ القطوف؟
الكوكبُ الأرضيُ دارَ كمغزلٍ،
في جيبكِ الخاوي فمن أين النقود؟
تأتي، وأنتَ الساهمُ المحموم تكنسكَ المقاهي للمقاهي،
والحدودُ إلى الحدود..
فعلام يستهويكَ دربٌ لا يعود
ومسالكُ الحمّى التي سطّرتها،
ترتجُ في جوفِ البراكين الخمود؟
سفراتُ " ماجلاّن" ، رحلُ السندبادِ،
دروبها، الـغاب الذي قطّعتَ،
ما انضمّتْ إليكَ بواخر الأحبابِ،
أو حملتكَ أمواجٌ إلى حضنٍ ودود..
تبيضُّ عينكَ في الكهوفِ،
وتوشك الأشباح تمتين القيود
إنْ كنتَ تسأل أو تعيد:
من أين جاءت بابتسامتها،
علامات التوسل ، حاجبيها معبر الأسرار،
للجسدِ البعيد..
فتعالَ نفترش المدى،
ورداءها الشفق الأكيد..
يا أنتِ يا دفئ المجامر في المكان
كيف انتشرنا في مدار الأرضِ،
كالثلجِ المعفّرِ بالدخان
في ليلة السبي الأخير ؟
اليوم أقفلت القرى أبوابها،
والحارسُ الخشبيُ منهمكٌ بمنصبهِ الخطير
أضلاعهُ العوج امتشاقةُ خنجرٍ،
ويداهُ دولابٌ كسير
يرتجُّ حين تمايلٍ وتطقطقُ الخطواتُ،
إذْ بدأ المسير
من كوّتي في الكهفِ أرقبُ كرشَهُ،
يهتزُّ كالبطِّ السمين
يمشي، وتنبحني كلابُ مسيرهِ،
إنْ رمتُ عَوداً بالخيالِ إلى مكحّلةِ العيون
أوراقي الحبّلى بشوقي للنخيلِ،
وللشواطئ والجنون
أضغاثُ أحلامٍ سَأَمتُ حريقها،
وسَأَمتُ ترتيل الشجون
يمتدُّ برقٌ من شفاهكِ يخطفُ الحمّى،
وينتهكُ العيون
يدعو منافذ عزلتي للطينِ في الجرفِ الحنون
يا آه يا شطَّ الحياةِ،
ويا طفولةَ جريهِ بين الأتون..
الآن أدركتُ التصدّعَ،
منذُ أنكرني طريقُ العَودِ ،
والبجعُ المهاجر صوبَ حضنكِ والبقاع
أسرابهُ المتناثرات مراكبٌ عبرتْ خطوط تخبطي،
وبلا شراع
الآن أحسستُ القطيعةَ،
واعترتني الصبوة الأولى إلى الوطن المُضاع
يا آه يا تلك البقاعِ على ضفافِ الدجلتين
فيها ولدّتُ وعندها يا ربُّ ، فليأتي الوداع
لا شجرٌ على ممشى مسالكها يدلُّ إلى اتجاه الربع
تعمّدتْ أيدي الرياح خرابها،
وزوابع الأمطار تغتسل الدروب
وخطاكَ في الأفقِ الفسيحِ مذلّةٌ،
تتآكل الأشجار من عصف الهبوب
لا مأوى، ولا فتحت كهوف الغاب أذرعها،
فنمْ ما بين منتجع القصيدةِ وابتداء التيه..
زفراتها رجعُ الصدى،
وعويلكَ الخابي اصطفاق الريح
ما حطّتْ بقربكَ بجعةٌ،
أو فرَّ من شفتيك شحرورٌ فصيح
عبثاً تهادن فرحةً
ورداءك الحالي سكاكين الكروب
طلٌّ يهفُّ عليكَ من وجهِ الصباحِ،
وأنتَ مرهونٌ إلى سحبٍ سكوب
والماء يجري تحتَ نخلاتٍ عجافٍ
ما حملنَ بتمرةٍ أ فترتجي وقتَ القطوف؟
الكوكبُ الأرضيُ دارَ كمغزلٍ،
في جيبكِ الخاوي فمن أين النقود؟
تأتي، وأنتَ الساهمُ المحموم تكنسكَ المقاهي للمقاهي،
والحدودُ إلى الحدود..
فعلام يستهويكَ دربٌ لا يعود
ومسالكُ الحمّى التي سطّرتها،
ترتجُ في جوفِ البراكين الخمود؟
سفراتُ " ماجلاّن" ، رحلُ السندبادِ،
دروبها، الـغاب الذي قطّعتَ،
ما انضمّتْ إليكَ بواخر الأحبابِ،
أو حملتكَ أمواجٌ إلى حضنٍ ودود..
تبيضُّ عينكَ في الكهوفِ،
وتوشك الأشباح تمتين القيود
إنْ كنتَ تسأل أو تعيد:
من أين جاءت بابتسامتها،
علامات التوسل ، حاجبيها معبر الأسرار،
للجسدِ البعيد..
فتعالَ نفترش المدى،
ورداءها الشفق الأكيد..
يا أنتِ يا دفئ المجامر في المكان
كيف انتشرنا في مدار الأرضِ،
كالثلجِ المعفّرِ بالدخان
في ليلة السبي الأخير ؟
اليوم أقفلت القرى أبوابها،
والحارسُ الخشبيُ منهمكٌ بمنصبهِ الخطير
أضلاعهُ العوج امتشاقةُ خنجرٍ،
ويداهُ دولابٌ كسير
يرتجُّ حين تمايلٍ وتطقطقُ الخطواتُ،
إذْ بدأ المسير
من كوّتي في الكهفِ أرقبُ كرشَهُ،
يهتزُّ كالبطِّ السمين
يمشي، وتنبحني كلابُ مسيرهِ،
إنْ رمتُ عَوداً بالخيالِ إلى مكحّلةِ العيون
أوراقي الحبّلى بشوقي للنخيلِ،
وللشواطئ والجنون
أضغاثُ أحلامٍ سَأَمتُ حريقها،
وسَأَمتُ ترتيل الشجون
يمتدُّ برقٌ من شفاهكِ يخطفُ الحمّى،
وينتهكُ العيون
يدعو منافذ عزلتي للطينِ في الجرفِ الحنون
يا آه يا شطَّ الحياةِ،
ويا طفولةَ جريهِ بين الأتون..
الآن أدركتُ التصدّعَ،
منذُ أنكرني طريقُ العَودِ ،
والبجعُ المهاجر صوبَ حضنكِ والبقاع
أسرابهُ المتناثرات مراكبٌ عبرتْ خطوط تخبطي،
وبلا شراع
الآن أحسستُ القطيعةَ،
واعترتني الصبوة الأولى إلى الوطن المُضاع
يا آه يا تلك البقاعِ على ضفافِ الدجلتين
فيها ولدّتُ وعندها يا ربُّ ، فليأتي الوداع